کد مطلب:306520 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:271

عیون دامعة تنتظرک


یا زهراء، كل هذا الذی ذكرته، ما هو إلّا جزء ضئیل من مأساتهنّ... قد ارتفع؛ إذ بان اشراق شمس نورك الذی اسدل بركتُه علی حیاتهن القفراء الوجلة العقیم.

فلقد اقتضت حكمة الخالق سیدتی ان الا یلمس بدنك الشریف إلّا انامل من ترفعت عن دنس الدنیا و زینتها:

«كمریم العذراء» و «آسیا المؤمنة امرأة فرعون».

تلك التی نبذت التاج والعرش و ركوع الاشراف الی قدمیها بعد فرعون، والتی عرّضت نفسها الی اشد وانكل انواع العذاب برمضاء مصر، مشدودة بین صخورها، تلسعها حرارة الشمس اللاهبة.. و تنهال علیها اقسی انواع العذاب من سوط فرعون اللئیم.

فبشرها اللَّه إذ ذاك بنوركم والقرب منكم.

فصارت تری نفسها نائمة بنعیم جنة من جنات عدن.. فرفع اللَّه منزلتها و قربها الیه.

فهی اذن من اقرب الناس لشخص اُمك الرفیع، التی نبذت دنیاها المتنعمة، فبشرها اللَّه بقرب ملیك مقتدر، لصبرها و تحمل ما لاقته من قومها حینما هجروها... و الی هذه اللحظة هی متحملة مسؤولیة عظیمة اُلقیت علی عاتقها لانها


حقاً اهل لذلك.

فحمل نور بنت الرسالة المحمدیة «فاطمة الزهراء البتول» لهو عین الجهاد الحقیقی.

لان هذا النور هو الذی سینجب اعظم السلالات البشریة، الا و هی سلالة الأئمة المهدیین الهادین، اعلام الهدی، و اخرهم المنتظر الذی سیملأ الارض قسطاً و عدلاً كما مُلئت ظلماً و جوراً.

فالدنیا تغبط خدیجة التی اكتنفت هذه المعصومة بین خلجات روحها... و هی تصب علیها الاطمئنان والحب و الایمان.